لغز أختفاء القطار" زانيتي "

لغز أختفاء القطار" زانيتي "

لم تكن رحلة إحدى قطارات شركة زانيتي الإيطالية تعني لجميع ركابه الأثرياء سوي رحلة أسطورية تستغرق عدة ساعات من التمتع بجمال الطبيعة الخلاب و الساحر علي طول الرحلة من روما إلى ميلانو ، كان القطار أعد خصيصا لتلك الرحلة في يونيو من عام ١٩١١ وكان يتكون من ثلاث عربات على متنها ١٠٦ أشخاص من الأثرياء والنبلاء ، إنها تشبه إلى حد كبير رحلة التايتنك الأسطورية وما صاحبها من دعاية صاخبة ولعل السبب في ذلك أن نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين شهد طفرة صناعية كبري خصوصا في وسائل المواصلات من سفن و طائرات جعلت الشركات العالمية تتسابق في جذب الأثرياء حول العالم ، وكانت رحلة قطار زانيتي أسطورية بحق لدرجة أن صداها لايزال يتردد إلى الآن على الرغم من مرور أكثر من قرن على بداية الرحلة 

 إنطلق القطار وبعد عدة ساعات وصل إلى نفق جبل لومباردي ، نفق يمتد طوله إلى كيلومتر واحد وهو أمر كان استثنائيا في تلك الفترة ودخل القطار النفق 

دخله كحقيقة مؤكدة تسير علي قضبان ولكنه خرج منه أسطورة تسير علي ألسنة الناس إلى يومنا هذا 
لقد إختفي القطار داخل النفق ..

بلا أي أثر… وبلا أي سبب

إنطلقت حملات البحث عن القطار ، فتش رجال الشرطة المنطقة بأكملها ، لكن النتيجة لا أثر للقطار سواء داخل النفق أو خارجه ، حتى فحص القضبان التي كان يسير عليها قطار  (زانيتي ) لم تسفر عن شئ على الإطلاق .

عزا البعض ما حدث إلى وجود تشققات أرضية جراء زلزال ضرب مدينة ميسينا فبل ٣ سنوات من إختفاء القطار أي عام ١٩٠٨ لكن لم تجد تلك النظرية صدى لسببين 

- أولها : أن الشرطة فتشت المنطقة بأكملها ولم تجد أي تشققات أرضية تذكر يعزا إليها حادث القطار .

- الثاني : أثناء بحث رجال الشرطة وجدوا ما يوازي الصندوق الأسود في الطائرات ، لقد عثروا على كنز ثمين ظنوا للوهلة الاولي أنه بداية الطريق لحل اللغز لكن ماحدث انه أطلق العنان للغز ليسبح في فضاء أبدي لا ينتهي .

عثر رجال الشرطة علي راكبين من ركاب القطار المفقود وهما في حالة صدمة قوية أدلي الراكبان بشهادتهم المثيرة ليقولا إنه حينما ظهر النفق أمامهم في الأفق ظهر معه ضباب أبيض حليبي وكلما أقترب القطار من النفق ازدادت كثافة الضباب ليتحول لسائل لزج مما أثار رعب الركاب ، وأن القدر ساعدهم بوجودهم قرب أحد الأبواب المفتوحة ليقفزا منه قبل دخول القطار للنفق لكن باقي الركاب لم يستطيعوا فعل ذلك ، وعلى مدى فترة طويلة عاني الراكبان من متاعب نفسية جراء تلك الواقعة الرهيبة ، بعد ذلك خافت مصلحة السكك الحديدية من تأثير الحادثة لتقضي بردم النفق بالكامل بالحجارة ، وأثناء الحرب العالمية الأولى ضربت النفق قنبلة جوية سحقته تماما .

ماذا حدث لقطار زانيتي ؟

ظل ذلك السؤال يحير الجميع ليطرح أحد المهتمين بالماورائيات نظريته الخاصة لتفنيد الواقعة المحيرة، نظرية كانت في حد ذاتها لغزا آخر .

في عام ١٨٤٠ قد ظهر قبل ذلك ١٠٤ من الأشخاص بمدينة مكسيكو سيتي فجأة وكأنهم جاءوا من العدم يرتدون ثيابا غير مألوفة في ذلك الزمن ليتم إقتيادهم للشرطة قائلين انهم أتوا من روما عبر القطار .
بالتأكيد الشرطة لم تصدق حرفا مما قيل ليتم توزيعهم على المصحات النفسية ، تلك الواقعة المثيرة سجلها طبيب نفسي يدعي ( خوسيه ساكسينو ) استدعته الشرطة المكسيكية لفحص أولئك الأشخاص والتأكد من سلامتهم العقلية ، لكن السجلات لا تظهر لنا ماذا حل بأولئك الأشخاص ؟

ومما يروي أيضا أن أحد الأشخاص كان يحمل معه علبة سجائر لا تنتمي لزمن ظهورهم المفاجئ بل تعود لعام ١٩٠٧ لازال يحتفظ بها في أحد متاحف المكسيك ، الغرابة امتدت ليس إلى الماضي فحسب بل والمستقبل

لكن لا أحد يذكر ما المصير الذي لاقاه هؤلاء الغرباء ، هل قضوا ما تبقى من حياتهم في المستشفيات أم استطاعوا الاندماج في مجتمعهم الجديد أم إنهم حاولوا العودة إلى إيطاليا بلدهم الأم على الرغم من الفجوة الزمنية التي علقوا بها ؟

لكن يبدوا أن الفجوة الزمنية تلك لم تقتصر على الماضي فحسب ، فبعد مرور اكثر من ٤٤ عاما على إختفاء القطار ، عاد قطار زانيتي من جديد ولكن عودته لم تحمل أي إجابات بل حملت المزيد من الألغاز .

٢٩ أكتوبر عام ١٩٥٥ بالقرب من قرية زفاليتشي الأوكرانية، رأي عامل الإشارة (بيوتر أوستمينكو) قطارا لم يكن على جدول المواعيد ليصفه ( أوستمينكو ) بإنه كان مكون من ٣ عربات … مفتوح الأبواب …  مغلق الستائر …. خالي المقصورة من السائق ، يعبر المحطة في صمت ، لم يكن ( أوستمينكو ) على دراية بواقعة قطار زانيتي ، وحينما أبلغ المسؤولون عن ما شاهده أدرك الجميع أن القطار الشبح ذلك هو نفسه قطار زانيتي المفقود .

ثمة أشياء تتداخل لتصنع لوحة متعددة الأبعاد
أولها : هل حقا سافر قطار زانيتي زمنيا إلى عام ١٨٤٠ ومكانيا إلى المكسيك كما دون الطبيب خوسيه ساكسينو ؟
وإذا سافر زمنيا ومكانيا كيف عاد في صورة قطار شبح خالي من الركاب ؟
وإذا لم يسافر زمنيا ومكانيا للمكسيك وإذا لم يظهر في صورة قطار شبح ؟
فأين ذهب القطار ؟
وكأن النفق الذي أختفي بداخله القطار كان منصة تعبر الزمن والمكان في وقت واحد ، لقد فجرت الواقعة عاصفة لم تنتهي إلى يومنا هذا 
وكلما تم إستدعاء قطار زانيتي للذاكرة 
ستقفز ألف علامة إستفهام 
وألف إحتمال وإحتمال 
لكنها ستذهب كما ذهب القطار بلا أثر 


تعليقات

  1. موضوع السفر عبر الزمن موضوع محير فعلاً وهذه البوابات الزمنية شئ فوق الخيال لاكن على مر التاريخ أحداث كثيرة حقيقية مزهلة

    ردحذف

إرسال تعليق

أخي الزائر / أختي الزائرة : شارك أخوتك في الله بما تستطيع من كتابة رد ولو بسيط ؛ فإن لم تستطع يكفينا أن تدعوا لنا جزآك الله خيراً ... وأرجو من إخواني وأخواتي أن يكون التعليق باسم حتى يتثنى الرد على أي سؤال والله أعلى وأعلم منا جميعاً .